عاد اليمين المتطرف في فرنسا لمهاجمة الجزائريين بتصريحات استفزازية، وذلك أياما بعد المكالمة الهاتفية التي أجراها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مع رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون والتي تطرقت إلى طريقة تهريب وإخراج رعية تحمل جنسية مزدوجة، جزائرية – فرنسية من قبل المصالح القنصلية الفرنسية بتونس، في وقت لا يزال ماكرون يتّهم أطرافا لم يسمّها بالسعي لإجهاض أي مصالحة بين البلدين.
وخلال مقابلة أجرتها معه وسائل إعلام فرنسية تحدث السياسي الفرنسي المتطرف إريك زمور عن المعاملة التي تلقاها المهاجرون الجزائريون الأوائل الذين وصلوا إلى فرنسا.
وقال زمور أن “فرنسا منحت وظائف لهؤلاء المهاجرين، والإعانات العائلية والوصول إلى المدرسة لأطفالهم وسمحت لهم بتعلم اللغة الفرنسية وآدابها”.
وحسب أول ممثل لحزب ” reconquête“، فإن: هؤلاء المهاجرين الذين أتوا إلى فرنسا لكسب المزيد من المال عاشوا في ما يعرف باللغة العامية ڤوربي في الجزائر ويعتقد أنه بفضل فرنسا تمكنوا من الاحتماء في المساكن العامة” ،مضيفا أن “الطب الفرنسي هو الذي أنقذ أطفال هؤلاء المهاجرين” مدعيًا أن “أسلافه من الجزائر وأن الناس كانوا يموتون بسبب الكوليرا و التيفوس في ذلك الوقت”
للتذكير، يوم السبت الماضي، حدد إيريك زمور موعدًا مع أنصاره لحضور جلسة توقيع لكتابه “لم أقل كلمتي الأخيرة” في ليون وتظاهر 200 شخص ضد وصول السياسي، حيث هتف جموع الحشود “اخرج من مدينتنا” عبر مقطع فيديو منشور على الشبكات الاجتماعية و بمجرد وصوله إلى باريس، واجه إريك زمور نفس المعاملة من إهانات تلقاها من قبل شخص قام باعتقاله.
هذا وأجرى رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون محادثات مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في اتصال هاتفي جرى بينهما، حول عدد من المسائل.
وحسب بيان لرئاسة الجمهورية، تطرق الرئيسان إلى طريقة تهريب وإخراج رعية تحمل جنسية مزدوجة، جزائرية – فرنسية، من قبل المصالح القنصلية الفرنسية بتونس بتاريخ 06-02-2023.
وسمح الاتصال الهاتفي بإزالة الكثير من اللبس، بشأن هذه القضية وما ترتب عنها من تصدّع على مستوى العلاقات الثنائية، كما اتفق الرئيسان على تعزيز وسائل الاتصال، بين إدارتي الدولتين حتى لا تتكرر مثل هذه الحالات.
وبالمناسبة ذاتها، أبلغ رئيس الجمهورية نظيره الفرنسي بعودة السفير الجزائري، قريبا، إلى باريس.
هذا وسبق أن أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ،أنه سيواصل المضي قدما لتعزيز علاقة فرنسا مع الجزائر متّهما أطرافا لم يسمّها بالسعي لإجهاض أي مصالحة بين البلدين.
وقال ماكرون في مؤتمر صحفي له حول إستراتيجية في إفريقيا، “سنمضي قدمًا، الفترة ليست الأفضل ولكن هذا لن يمنعني من السعي لتجاوز الخلافات الحالية”.
وأضاف ماكرون “هناك من يحاول إثبات أهمية مغامراته “، متابعا” هؤلاء لا يريدون أن تنجح مساعينا في الوصول لأي مصالحة مع الجزائر”.
ورد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في تصريح له ، عما جاء في بيان وزارة الخارجية بخصوص قضية تهريب أميرة بوراوي من تونس نحو فرنسا.
وقال ماكرون في ندوة صحفية عقدها بقصر الايليزي بمناسبة طرح الاستراتيجية الجديدة لفرنسا في افريقيا “أشياء كثيرة قيلت بعد عودة فرونكو – جزائرية إلى فرنسا عبر تونس، وما هو أكيد أن أناس كثيرون لديهم مصلحة أن ما نقوم به ما الجزائر منذ عدة سنوات يكون مآله الفشل”.
وأضاف “رسالتي واضحة.. سأواصل العمل الذي شرعنا فيه فليست هذه المرة الأولى التي أتلقى فيها ضربة، سنواصل العمل الذي قمنا به منذ عدة سنوات حول ملف الذاكرة وغيرها، نريد تحقيق طموحات شبابنا، قمنا بعمل كبير في ملف الاقتصاد والتعاون العسكري، فلأول مرة منذ 1962 تم عقد اجتماع بين رئيسي البلدين بحضور وزيري الدفاع وقائدا الجيشين، ولأول مرة منذ 1962 قام قائد أركان الجيش الجزائري بزيارة لفرنسا وهذه مؤشرات هامة”.
م.م