تشهد أسعار البقوليات بمختلف أسواق التجزئة وحتى الجملة، ارتفاعا محسوسا مقارنة بالسنة الماضية، خاصة منها تلك التي تعرف استهلاكا كبيرا من طرف الفقراء ومحدودي الدخل كالعدس والفاصولياء الجافة “اللوبيا” والحمص، فضلا عن الخضار خاصة الواسعة الاستهلاك والتي ارتفعت أسعارها هي الأخرى، بعدما أضحى اقتناؤها من الفئة الهشة من المجتمع ضمن المواد الثانوية بعدما كانت من الأساسيات.
قد تتحول الباقوليات إلى المواد المصنفة من الكماليات في حالة استمرار ارتفاع اسعارها التي وصلت 40 بالمائة مقارنة بالسنة الماضية، فبعدما كانت أساس موائد المواطنين من مختلف الشرائح وأكثرهم الطبقات الفقيرة التي فرضت عليها هذه الحالة الاستغناء عن مصدر الفيتامينات والحديد التي لطالما اتخذتها مصدرا لها بسبب غلاء المواد الأخرى أو تلك التي مصدرها من اللحوم والأسماك والأدوية.
أرجع بشأنها رئيس الفيدرالية الوطنية لتجار الجملة السعيد قبلي في تصريح إعلامي امس، إلى استمرار استيرادها من الخارج في ظل بقاء إنتاجها محليا من ضمن ما يطمح إليه المواطن ومختلف الفاعلين في المجال، مذكرا أن ارتفاع الأسعار له علاقة مباشرة بارتفاعها في الأسواق العالمية فكلما عرفت هذه الأخيرة زيادة في الأثمان أوتوماتيكيا ستعرف تلك المواد ارتفاعا في الأسعار بالأسواق المحلية والعكس.
وأشار قبلي ايضا الى ارتفاع تكاليف النقل التي عرفت زيادة هي الأخرى مما نتج عنه زيادة في سعر الباقوليات.
واعترف قبلي أن هذه الزيادة التي لم تشهدها الجزائر منذ سنوات طويلة سوف تؤثر على القدرة الشرائية للمواطن خاصة محدودي الدخل.
كما بلغت أسعار الخضر خلال الأسابيع الاخيرة السقف بمختلف أسواق الوطن، خاصة بالعاصمة وضواحيها، حيث بلغ استقر سعر البطاطا عند 80دج للكلغ الواحد، وبرر تجار الجملة هذه الزيادة المحسوسة في الأسعار مقارنة بالأسابيع الفارطة إلى قلة العرض مقابل الطلب.
وجولة استطلاعية قادتنا مساء أول أمس لمختلف أسواق العاصمة وبومرداس، وقفنا على الارتفاع المحسوس في الأسعار خاصة المواد ذات الاستهلاك الواسع، الأمر الذي نتج عنه تذمر المواطنون الذين تساءلوا عن أسباب ارتفاع الأسعار التي أثقلت كاهلهم وأفرغت جيوبهم على حد تعبير أحد المواطنين بالعاصمة.
تجار التجزئة يبرئون أنفسهم
وعند استفسارنا لدى تجار التجزئة بعدة أسواق يومية بالعاصمة وضواحيها حول أسباب ارتفاع الأسعار، حملوا هؤلاء مسؤولية ارتفاعها في الأيام الأخيرة إلى سوق الجملة، لافتين إلى أنهم يرفعون سعر الخضر ولا يتركون لهم هامش الربح ما يجدون أنفسهم في مأزق وجها لوجه مع المواطنين الذي يتهمهم بالتلاعب في الأسعار والرفع منها.
وأضاف أحد تجار التجزئة بسوق الرغاية أن ارتفاع أسعار الطماطم التي تجاوزت 160 دج للكلغ والفصولياء الخضراء إلى 250 دج للكلغ جعلهم يقتنون منها كميات قليلة من سوق الجملة نظرا لقلة الطلب عليها بسبب أسعارها المرتفعة مما يؤدي إلى تكدسها بالمحلات وفسادها.
قلة العرض وراء ارتفاع الأسعار
من جهتهم، أرجع تجار سوق الجملة للخضر والفواكه بخميس الخشنة سبب ارتفاع الأسعار إلى قلة العرض، وقال أحد التجار أنه سجل بالسوق أول أمس ندرة عديد المواد الاستهلاكية “الفاصولياء الخضراء” على سبيل المثال ما يؤدي إلى ارتفاع أسعارها بأسواق التجزئة.
من جهته، ممثل عن التجارة لولاية بومرداس جقنون، أرجع ارتفاع الأسعار إلى قلة العرض التي مست أغلب المواد الواسعة الاستهلاك وفي مقدمتها البطاطا، مؤكدا وجود الرقابة بالسوق طيلة أيام الأسبوع لمنع التلاعب بالأسعار.
نادية. ب
العالم الجزائري صحيفة يومية إخبارية وطنية متخصصة