حي الورود 2 بتيجلابين يعاني التهميش والإقصاء

يتساءل سكان حي الورود 2 التابع لبلدية تيجلابين في بومرداس عن سبب تهميشهم منذ سنة 1996 تاريخ انشاء الحي الذي تنعدم به أبسط ضروريات الحياة الكريمة، ورغم الشكاوى المتكررة التي بعث بها قاطنوه للسطات المحلية إلا أنه لا حياة لمن تنادي، حيث ازداد الوضع سواء بالمنطقة في السنوات الأخيرة، وهم اليوم يناشدون الوالي يحياتن النظر في ظروف عيشهم وتجسيد تعليمة رئيس الجمهورية الذي حث على إعطاء الأولوية لمناطق الظل في التنمية المحلية.
نادية. ب

وذكر ممثلون عن الورود 2، في تصريحات للعالم للإدارة، أن وضعية الحي على هذا الحال منذ عدة سنوات، فلا المجالس المحلية المتعاقبة على البلدية طيلة السنوات الماضية، تمكنت من تجسيد مطالب سكان الحي، والتي لا تعد ولا تحصى، إذ يفتقد لجميع المرافق الجوارية، كقاعة رياضة، مرفق صحي، وكل ما من شأنه أن يبعث عجلة التنمية بالمنطقة، وهو ما حول الحي إلى منطقة ريفية بامتياز، رغم أنه لا يبعد كثيرا عن وسط مدينة تيجلابين .

طرقات متدهورة وغياب تام للإنارة العمومية
تعرف طرقات حي الورود2 بتيجلابين تدهورا كبيرا باعتبارها لم تشهد عملية صيانة منذ سنوات، الأمر الذي عقّد من مأمورية القاطنين خاصة في الأيام الممطرة، أين تتحول إلى برك ومستنقعات مائية يجدون صعوبة في السير عليها إلا باستخدام الأحذية المطاطية، في حين يجبر أصحاب السيارات في كل مرة أمطرت على ترك مركباتهم خارج الحي خوفا من تعرضها لأعطاب فتزيدهم أعباء مالية إضافية هم في غنى عنها، أما صيفا فإن الغبار المتطاير هو سيد الموقف ما يعرض القاطنين لأمراض خاصة ذوي الحساسية والربو.
هذا وتغيب بطرقات الحي الأرصفة المخصصة للراجلين، حيث لا أثر لها مما يجعل المشاة يستعملون الطريق جنبا إلى جنب السيارات مما قد يعرضهم للخطر، خاصة بالنسبة للأطفال الصغار وتلاميذ المدارس.
كما يواجه القاطنون أيضا مشكلة أخرى لا تقل أهمية عن سابقتها وهي انعدام الإنارة العمومية، الأمر الذي عقد من وضعيتهم أكثر في الفترة المسائية، أين يغرق الحي في ظلام دامس، ما أدى إلى استفحال ظاهرتي السرقة والاعتداءات في ظل تواجد كثيف للمجرمين الذين يغتنمون فرصة غياب الإنارة والأمن على حد سواء، فيقومون بسرقة أمن وأملاك القاطنين الذين حرمتهم هذه المشكلة من التجول على راحتهم في الفترة المسائية بحيهم وجعلتهم يقبعون في منازلهم خوفا على حياتهم وأملاكهم.

عائلات تعاني العطش
يعاني مؤخرا حي الورود 2 بتيجلابين من مشكلة جفاف الحنفيات التي جعلتهم يعيشون معاناة كبيرة خلال الأشهر الأخيرة والتي تفرض عليهم بذل مجهودات كبيرة من أجل الحصول على المياه الصالحة للشرب، أين تغيب عنهم هذه المادة من 5 إلى 10 أيام في أغلب الأحيان، بالإضافة لاقتناء الصهاريج التي أرقت كاهلهم بسبب ارتفاع أسعارها، أين طالب سكان الحي، من والي الولاية بضرورة التدخل لإيجاد مخرج للمشكلة، في ظل عدم امتلاك الأغلبية منهم للإمكانيات المادية لاقتنائها، ناهيك عن الوضح الصحي الحالي الذي تعيشه البلاد.
وتساءل آخرون في حديثهم للجريدة عن سبب المشكلة أساسا، وعدم تقديم أي مبرر من طرف البلدية والجزائرية للمياه، حيث جعل المواطنين يبحثون عن هذه المادة الحيوية بمبالغ تصل لـ 1000 دج للصهريج الواحد، الأمر الذي يتطلب تدخل السلطات الولائية عاجلا.

السكان يحلمون بالغاز
من جهتهم، القاطنون طرحوا لنا مشكلة غياب الغاز الطبيعي وحجم المعاناة التي يتكبدونها من وراء حصولهم على قارورات غاز البوتان التي تزيد حاجاتهم الماسة لها في فصل الشتاء من أجل التدفئة، أين يتنقلون حتى إلى وسط البلدية أو البلديات المجاورة كزموري وبومرداس عاصمة الولاية من أجل حصولهم على قارورات الغاز التي تخضع للمضاربة من قبل التجار، أين تباع بـ 300 دج للقارورة الواحدة، ما أثقل كاهلهم بمصاريف أخرى هم في غنى عنها يدفع ثمنها العائلات ذات الدخل المتوسط التي أجبرتها الوضعية على اتباع الطرق التقليدية في سنة 2020 وهي جلب الحطب لاستعماله للتدفئة والطبخ.

انجاز قنوات الصرف الصحي مطلب السكان

ناشد سكان حي الورود 2 في تيجلابين، رئيس المجلس الشعبي البلدي، التدخل العاجل بإعطاء تعليمات لمصالحه، من أجل إصلاح شبكة قنوات الصرف الصحي بالحي، بعد أن أصبح الوضع البيئي كارثيا، جراء تسرب المياه القذرة، وتجمعها في بركة كبيرة، أصبحت مكانا خطيرا للأطفال، والصحة العمومية للسكان عامة.
قال المشتكون في تصريح للجريدة، إن المشكل مطروح منذ سنوات، حيث أصبح هاجسا يهدد صحة الجميع، بانتشار الحشرات الضارة، والروائح الكريهة، على غرار انتقال الأمراض، والأوبئة صيفا، وتسرب المياه القذرة إلى الطريق الرئيسي للحي وتجمعها أمام مساكن المواطنين شتاء، بالإضافة إلى أن بعض أصحاب المحلات جعلوا من المكان مفرغة لنفاياتهم اليومية، ناهيك عن الأحراش المشكلة على حواف البركة، التي أصبحت بيئة مناسبة للقوارض، والزواحف، التي قد تصبح خطرا كبيرا على المارة.
هذا وتطرق أخرون بالقول إلى أن عدد من المنازل بالحي لم يتم ربطها بعد بقنوات الصرف الصحي مما عمق من معاناة أصحابها.
الشباب بين الشوارع والمقاهي
يعرف حي الورود 2 نقصا فادحا في المرافق الترفيهية والرياضية والثقافية، ما جعل الشباب يدخلون في عزلة وفراغ قاتل في ظل شبح البطالة الذي هو الآخر يطاردهم منذ سنوات والتي نخرت أجسادهم في غياب فرص العمل حتى في إطار عقود ما قبل التشغيل.
وحسب ما أكده لنا الشباب في لقاء جمعنا بهم، فإن حيهم يشهد غيابا تاما للمرافق الرياضية، فلا وجود لملعب رياضي ولا حتى قاعة رياضية أو مركز ثقافي التي من شأنها أن تستقطب المواهب الشابة، الأمر الذي يضطرهم إلى التنقل حتى للبلديات الأخرى من أجل الترفيه عن أنفسهم، ما كبدهم مصاريف نقل إضافية هم في غنى عنها، ناهيك عن الوقت الكبير الذي يستغرقونه ذهابا وإيابا، مضيفين أن هذه الوضعية أجبرت العديد من الشباب على التسكع في الشوارع والآخر يتجه إلى المقاهي لعل ذلك ينسيهم متاعب وهموم الحياة الكريمة، كل هذا أمام غياب تام للمسؤولين الذين وعلى الرغم من علمهم بالمعاناة التي تواجه الشباب، غير أنهم في كل مرة يقدمون وعودا لم يتم لحد الساعة تجسيدها على أرض الواقع، الأمر الذي تذمر له الشباب وأجبر العديد منهم على دخول عالم الآفات الاجتماعية.
 مرافق منعدمة
يضطر سكان الحي قطع مسافة 1 كلم مشيا على الأقدام للتنقل إلى مقر بلدية تيجلابين من أجل اقتناء أبسط المستلزمات من خبز وحليب وغيرها، في ظل غياب محلات تجارية كافية لتلبية احتياجاتهم، حيث المحلات المتواجدة بالمنطقة لا تلبي إلا جزءا من احتياجاتهم فضلا عن عجزها في تلبية طلبات السكان المتزايد عددهم من سنة لأخرى.
وقال ممثل عن السكان أن حيهم تنعدم به المرافق الضرورية من سوق صغير وقاعة للعلاج وفضاءات للترفيه ومساحات خضراء للعب الأطفال، حيث يقضي القاطنون به كل احتياجاتهم من مقر البلدية وهو ما أثار تساؤلاتهم حول أسباب حرمان الحي من مختلف المرافق رغم أنه من أكبر أحياء البلدية من حيث الكثافة السكانية.

مراسلات السكان حبيسة الأدراج
قال سكان الحي أنهم راسلوا السلطات المحلية مرات عديدة بخصوص الانشغالات التي رفعوها سواء المتعلقة بالتهيئة أو المرافق إلا أنها لم تلق استجابة من قبل المسؤولين المحليين الذين يقابلونها بالوعود التي لا ترى النور، الأمر الذي أثار استياء العديد من سكان الحي الذين يناشدون رئيس الدائرة بالتدخل ورفع الغبن والتهميش عن منطقتهم التي تشهد كثافة سكانية متزايدة قابلها نقص في المشاريع والتهيئة.
نادية. ب

شاهد أيضاً

حجز ما يفوق 26 طنا من الكيف المعالج و147 كلغ من الكوكايين خلال سنة 2024

تمكنت مصالح الدرك الوطني, خلال سنة 2024, من حجز ما يفوق 26 طنا من الكيف …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *