حذّر عبد القادر بن قرينة رئيس حركة البناء الوطني، من محاولات جديدة لوقف المسار الإصلاحي الدستوري في البلاد ،وما يترتَّب عنه من مخاطر وانزلاقات غير محمودة العواقب تسلب فيه السيادة وتعود بالبلاد إلى نقطة الصفر.
وقال بن قرينة “تتعالى هذه الأيام بعض أبواق في محاولات جديدة لوقف المسار الإصلاحي الدستوري في البلاد تحت عنوان المرحلة الانتقالية، ليقتات من ريعها البعض، تدفع إلى حالة الفراغ وما يترتَّب عليه من مخاطر وانزلاقات غير محمودة العواقب تسلب فيه السيادة وتعود بالبلاد إلى نقطة الصفر، في ظل مخاطر هشاشة الجبهة الاجتماعية نتيجة الأزمات المتعددة السياسية ولاسيما الصحية وما نتج عنها من أزمات اقتصادية واجتماعية، والتدافُعِ الإقليمي والدولي المتسارع وتداعياته على كل المنطقة ككل مخاطر حقيقية قد لا قدر الله إذا لم نكن في مستوى تحمل المسؤولية والوعي التام بها وبأدوات تنفيذ المخطط فإننا نبحث عن جزائر ولن نجده” .
وقال بن قرينة في تدوينة له على مواقع التواصل الاجتماعي” ندرك أنه مهما كان اختلاف هؤلاء فإنهم متحدون لتحطيم أي دولة تمتلك جزء من قرارها الوطني وتدافع عن سيادتها، وقد أكملوا مشروع التحطيم بمشرق الأمة وها هم الآن يتفرغون لغربها والجزائر كدولة وكأمة وكشعب في قلب المخطط المستهدف”.
واضاف رئيس حركة البناء”إننا في حركة البناء الوطني لا يمكن فهم هذا المسعى إلا كعنوان للمغامرة، والمخاطرة باعتباره محاولة جديدة ويائسة تريد أن تنهش في إرادة شعب، يريد أن يثبت هويته ويسترجع حريته ويكرس سيادته في ظل ديمقراطية حقيقية، جسدتها تزكية الدستور الجديد عبر استفتاء شعبي، نتفهم نتيجته ونعي رسائله ونسلم بها، ونراه ناقصا ما لم تستكمل باقي خطوات الإصلاح الأخرى لنجعل من الجزائر في منأى عن الأجندات المجهولة العواقب المدعومة بأطراف أجنبية تدافع عن مصالحها في المنطقة ولا تقبل أن ترى نجاح مشروع التحول الديمقراطي فيها، وحصنا منيعا ضد المخاطر الحقيقية التي تتربص بها”، مضيفا “ولا يسعنا في هذا الظرف الحساس الذي تمر به الجزائر الحبيبة إلا أن نؤكد على ضرورة توحد الصف الوطني وتمتين الجبهة الداخلية وتذليل كل الصعاب عن طريق الحوار ومشاركة جميع الخيرين من أبناء الجزائر في بناء مؤسساتها وفي زيادة واستمرار التلاحم لاسيما بين الشعب والجيش بتجند كل النخب الوطنية والمحاور المجتمعية لتجنب التقليل من الآثار المدمرة للمخاطر، والعمل على إسراع واستكمال إصلاح مؤسسات الجمهورية عبر تجديدها وإضفاء وتعزيز الشرعية الشعبية في باقي المؤسسات المنتخبة محليا وبرلمانيا، وشراكة الجميع في التنفيذي المتاح منها”.
كما أشار المترشح السابق للرئاسيات أن “الجميع يستذكر هذه الأيام من شهر نوفمبر المبارك المجزرة البشعة التي ارتكبها الاحتلال الفرنسي قبل 168 عاما عندما حاصر منطقة الأغواط في 22 نوفمبر1852 التي ظلت مستعصية على الفرنسيين بفضل مقاومة أبناءها البررة، وانتهت بمحرقة فظيعة، صباح يوم الرابع من ديسمبر، استبقت أفران النازية حيث تم حرق الآلاف من سكانها الأبرياء بما في ذلك النساء والأطفال (3600 جزائري وفرنسا تشير إلى 2300 ضحية فقط) بمادة الكلوروفورم السامة في أولى حالات استخدام للسلاح الكيميائي بغرض الإبادة ضد المدنيين، لتكون عبرة للبلدات والمدن الأخرى في جميع أنحاء جنوب الجزائر”ّ.
في ذات السياق، أردف بن قرينة أن “الجزائر اليوم لا زالت تقاوم أطماع المستعمر وحنينه إلى الماضي الأسود، الملطخ بدماء أبناءها في الشمال والشرق والغرب والجنوب، بعقلية التبعية والوصاية عبر محاولاته اليائسة في التدخل في شؤون الداخلية للجزائر ومنجهيته المتواصلة في فرض آراءه وإبداء مواقفه حول خيارات الجزائر السيادية، في وقت الذي هي اليوم عازمة، أكثر مما مضى على المضي قدما في إصلاح ما أفسدته العصابة، التي عششت في أحضان الفساد، وهي تخطو بخطى ثابتة لا يغزوها شك أو تردد، نحو بناء مؤسساتها على أساس عودة السيادة للشعب الجزائري باعتباره مصدر شرعية النصوص والمؤسسات والسلطات والحفاظ على سيادة قرارها والدفاع بدون هوادة على أمنها القومي في تلاحم منقطع النظير بين شعبها وجيشها الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني بعد حراك الملايين المبارك”ّ.
ص.ب
العالم الجزائري صحيفة يومية إخبارية وطنية متخصصة